[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

استطلعت صحيفة "نوفيه إزفيستيا" الروسية آراء ثلّة من الخبراء حول تقرير أعده السكرتير العام للأمم المتحدة بان كي مون كرّسه للزيادة الحادة في عدد طالبي اللجوء والهجرة في العالم.

وبين من وقفت الصحيفة في تعليقها على آرائهم بهذا الصدد، تاتيانا لوكشينا مديرة برامج منظمة "هيومان رايتس ووتش" لدى روسيا الاتحادية، التي اعتبرت أن أسباب الهجرة والنزوح الرئيسية تكمن في النزاعات المسلحة، وقمع الأنظمة وأعمال الخطف والتعذيب التي ترغم سكان المناطق المضطربة على الهجرة وترك أوطانهم حفاظا على حياتهم، لا طلبا للعيش الرغيد.

وأكدت المسؤولية الأممية، أنه لو يتم احترام حقوق الانسان، ومحاسبة من ينتهكون القانون الإنساني وقوانين الحرب، لاضمحلت مسوغات الناس لفرارهم ورحيلهم عن مناطقهم.

وأضافت، أن أعداد اللاجئين تسجل زيادة مضطردة وحادة، الأمر الذي يستثني أي مبرر لإصدار التوقعات المطمئنة على هذا الصعيد.

وعرّجت الصحيفة الروسية على تقرير بان كي مون الصادر في الـ10 من مايو/ايار الجاري، والذي أشار فيه إلى أن عدد المهجّرين في العالم سيصل مع حلول العام 2050 إلى ما لا يقل عن 321 مليون نسمة إذا ما لم تتغير الأوضاع السائدة في العالم، ولم تخمد النزاعات وتحط الحروب أوزارها.

ولفتت "نوفيه إزفيستيا" النظر إلى توقيت تقرير بان كي مون، حيث يأتي عشية منتدى قضايا اللجوء والهجرة المزمع في الـ19 من سبتمبر/أيلول المقبل في نيويورك.

وبين النقاط التي اقتطفتها الصحيفة من تقرير السكرتير العام للأمم المتحدة، أن عدد اللاجئين والمهجّرين في العالم وصل السنة الماضية إلى 244 مليون نسمة، بزيادة قدرها 71 مليون نسمة، أو ما يعادل 41 في المئة قياسا بعد بعام 2000".

كما أشارت، وحسب التقرير، إلى أن توقعات الخبراء ترجح استمرار الزيادة السكانية في العالم عموما في المستقبل المنظور، ليصل تعداد آهلي الأرض مع حلول العام 2050 إلى زهاء 9,7 مليار نسمة، مما يعني أنه وإذا ما استمرت وتيرة النزوح والهجرة على حالها، فإن عدد اللاجئين والمهجّرين في العالم لن يقل عن 321 مليون نسمة" مع حلول العام المذكور.

وفي تحليل مأساة اللجوء والهجرة في العالم ودوافعها، لفتت "نوفيه إزفيستيا" النظر إلى جملة من النزاعات المسلحة في العالم التي لم تلق حلا لها حتى الآن، وفي مقدمتها تلك الدائرة على أراضي أوكرانيا، وسوريا والعراق واليمن، فضلا عن الحروب الأهلية في ليبيا وبلدان الساحل الإفريقي والمواجهات القبلية في دول إفريقية أخرى، ناهيك عن الصراع الفلسطيني الإسرائيلي الذي تمخض عنه بضعة ملايين من اللاجئين.

ولم تهمل الصحيفة في تحليلها لدوافع اللجوء والهجرة، دور عصابات الجريمة المنظمة وتهريب المخدرات الهدام، بين العوامل الرئيسية التي تجبر الناس على البحث عن أماكن للعيش الآمن، في الدول ذات المنظومات الاقتصادية والاجتماعية الأفضل.

واستشهدت الصحيفة على هذا الصعيد بما أوضحه سيرغي تشيرنياخوفسكي البروفسور في كلية العلوم السياسية لدى جامعة موسكو الحكومية، حيث اختزل مسببات معضلة اللجوء والهجرة في عاملين اثنين، يكمنان في موديل الاقتصاد الغربي القائم على التمييز بين الدول، والتدخل الغربي في الشؤون الداخلية للدول الأخرى.

وأكد تشيرنياخوفسكي، أن جذور مشكلة اللاجئين والهجرة في العالم ضاربة في قصور منظومة الاقتصاد الغربي الذي تبلور في أعقاب الثورة الصناعية، حيث صار اقتصاد هذا البلد أو ذاك، وازدهار شعب أو آخر يعتمد على نسبة أصحاب الكفاءات المهنية بين المواطنين.

وأفرد تشيرنياخوفسكي كذلك، المشاكل الكامنة في منظومة العلاقات الدولية بحد ذاتها، حيث أنه ورغم قدرة الأمم المتحدة على تسوية هذه المشكلة أو تلك في العالم أو تهدئتها، إلا أنها لم تقدّم حتى الآن آليات فعالة يمكن لها التأثير في مشكلة اللجوء والحد منها، فضلا عن أن بعض الدول الأعضاء في مجلس الأمن الدولي وحلفاءها، تشجع على الحروب والصدامات المسلحة في الكثير من الحالات.

واعتبر أن ما تشهده سوريا خير مثال على ذلك، إذ لم تندلع في هذا البلد الحرب أبدا لولا تدخل الولايات المتحدة والسعودية وتركيا فيها، حين كانت أزمتها في بداياتها الأولى، فيما وصل الأمر في أوكرانيا إلى ما هو أبعد من ذلك، وخلص إلى الانقلاب على السلطة الشرعية فيها. جميع هذه الممارسات والعوامل تفضي وبشكل حتمي إلى زعزعة الأوضاع الداخلية في هذا البلد أو ذاك، ما يتمخض عنه نزوح الآلاف والملايين وتحولهم إلى لاجئين.